حادثَـة أصحاب الفيل
استولى الأحباش على اليمن وكانوا يدينون بالنصرانية، ورأى أبرهة عامل ملك الحبشة على اليمن أنَّ الناس يسافرون للحج إلى مكة شرَّفها الله بالكعبة، وأراد صرف النَّاس عن ذلك، فبنى كنيسة ضخمة بصنعاء لم يُر مثلها، وسمَّاها القليس، لارتفاع بنائها وعلوها، وقد استغلَّ أبرهة أهل اليمن في بنيان هذه الكنيسة، وكان ينقل إليها الرخام والحجارة المنقوشة بالذهب من قصر بلقيس، وأراد حمل الناس على الحج إليها، ولكن العرب احتقروها، فغضب أبرهة وحلف ليسيرن إلى الكعبة في مكة حتى يهدمها، ثُمَّ أمر جيشه بالاستعداد والتجهيز. وكان مع أبرهة فيل ضخم لم ير مثله قوةً وجسماً، ثُمَّ سار أبرهة بجيشه يتقدمهم الفيل متجهين إلى مكة يريدون هدم الكعبة بيت الله الحرام، وأثناء مسيرته إلى مكة خافتة القبائل وهابته واستسلمت له، وعندما قرب أبرهة من مكة أرسل رجلاً من الحبشة يقال له الأسود بن مقصود على مقدمة الخيلة، وأمره بالغارة على مكة، فقام الأسود بالإغارة على مكة وساق إلى أبرهة أموال أهل مكة، وأصاب مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم سيد قريش وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعد هذه الغارة التي قام بها الأسود على مكة بعث أبرهة رجلاً من حمير اسمه حناطة الحميري إلى مكة ليسأل عن سيد أهلها وشريفها، ويبلغه أنَّ أبرهة لم يأت لقتالٍ وإنما جاء لهدم الكعبة، فإن لم تُعرضوا لحربه فلا حاجـة له في دمائكم، فدخل حناطة مكة وأبلغ عبد المطلب برسالة أبرهة فقال عبد المطلب: والله ما نريد حربه، وما لنا به طاقة، فإنَّ الكعبة بيت الله الحرام، فإن يمنعه فهو بيته وحرمه، وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه. فطلب إلـيه حناطة أن يذهب معه لمقابلة أبرهة، فذهب معه عبد المطلب، وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم، فلمَّـا رآه أبرهة أجله وأعظمه وأكرمه ودعاه فأجلسه معه، وطلب عبد المطلب من أبرهة أن يرد عليه إبله التي أصابها وأخذها.
فقال أبرهة لعبد المطلب: لقد كنت أعجبتني حين رأيتك، ولقد زهدت فيك حين كلمتني، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك قد جئـت لأهدمه لا تكلمني فيه. قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل، وإنَّ للبيت رباً يحميه. قال أبرهة: ما كان ليمتنـع عني. فقال عبد المطلب: أنت وذلك، فأمر أبرهة برد إبل عبد المطلب إليه.
بعد هذا اللقاء انصرف عبد المطلب بن هاشم إلى قريش فأخبرهم الخبر وأمرهم بالخروج من مكة والتفرق في الشعاب، تخوفاً عليهم من أبرهة وشدة جيشه، ثُمَّ قام عبد المطلب وأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده، وقال عبد المطلب: يا رب لا أرجو لهم سِواكَا. يا رب فامنع منهم حِمَاكَا. إنَّ عدو البيت من عاداكا.
ثُمَّ انطلق عبد المطلب ومن معه إلى شعاب الجبال ينتظرون ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها، تهيأ أبرهة للدخول إلى مكة، وعبأ جيشه وهيأ فيله، إلا أنَّ الفيل عندما وجه إلى مكة برك على الأرض، ثُمَّ أرسل الله تعالى عليهم طيراً من جهة البحر، ومع كل طير ثلاثة أحجار، فما أصابت هذه، الحجارة أحداً إلا هلك، وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل* ألم يجعل كيدهم في تضليل* وأرسل عليهم طيراً أبابيل* ترميهم بحجارة من سجيل* فجعلهم كعصفٍ مأكول } [ سورة الفيل]. وسلَّط الله على أبرهة داء في جسده فأخذت تسقط أنامله، حتى انتهى إلى صنعاء وهو مثل فرخ طائر فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه.
ويُعرف هذا العام بعام الفيل الذي نصر الله فيه أهل مكة على أبرهة وجيشه نصراً لا صنيع للبشر فيه، ويوافق عام (571 ميلادية) وفيه وُلِدَ الرسول عليه الصلاة والسلام.
أجب عن الأسئلة الآتية:
1 - متى وُلدَ الرسول عليه الصلاة والسلام؟
2- ماذا تعرف عن أبرهة؟
3 - لماذا قرَّر أبرهة هدم الكعبة؟
4- من الذي أرسله أبرهة للإغارة على مكة؟
5 - من الذي توجه لمقابلة عبده المطلب؟
6- ماذا طلب عبد المطلب من أبرهة؟
7 - ماذا كان رد أبرهة ؟
8- بماذا أجاب عبد المطلب أبرهة؟
9 - ماذا فعل عبد المطلب بعد مقابلة أبرهة؟
10- ماذا طلب عبد المطلب من قريش؟
11- ما الذي أرسله الله تعالى على أبرهة وجيشه؟
12- في أي عام ميلادي كانت حادثة أصحاب الفيل؟
13- كيف مات أبرهة؟